ذرية الرسول الكريم
في الحديث، قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ( ذريتي من فاطمة) ، وكما هو معلوم فقد كانت فاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وسلم- زوج علي بن أبي طالب أبن عم ابيها، وانحصرت ذريتهما في رجلين هما: الحسن والحسين رضي الله عنها ، ومنهما تناسلت الذرية المباركة حتى يومنا هذا.
فأما الحسن فقد مات في المدينة عام 50 هـ، وكان قد تنازل عن الخلافة لمعاوية بن سفيان رضي الله عنه، وعقبه الشريف في إبنيه الحسن المثنى وزيد، ومنهم جل أشراف الحجاز والمخلاف – جازان - اليوم.
أما الحسين فقد أجاب لكتاب أهل الكوفة في مبايعته وتوجه إليهم، ثم حدث ما هم معلوم من أحداث يوم كربلاء سنة 61 هـ، فلم يبق من ذريته الا ابنه علي زين العابدين الذي أعتزل السياسة وأخلد للعبادة، وتابعته ذريته في ذلك.
الشرف:
الحسب بالآباء، شرفَ يشرُفُ شرَفاً وشُرفَةً وشرافةً، فهو شريف، والجمع أشرافٌ وشُرفاء. والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء أو علو الحسب. قال الزبيدي: الشرف: المجد، يقال: رجلٌ شريف أي ماجد. ولا يكون الشرف والمجد إلا بالآباء، والشريف أرفع من الكريم، لأن الشرف لا يكون إلا لمن له آباء شرفاء.
الأشراف والسادة:
عندما تكاثرت ذرية سبطي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحسن والحسين رضي الله عنهما، أشتهر تسمية ذرية الحسن بن علي بالأشراف وذلك لتشرفهم بحكم مكة المكرمة -شرفها الله- لمدة تقرب من 1000 عام ، أما أبناء شهيد كربلاء الحسين بن علي فأصطلح على تسميتهم بالسادة ، وهذا مشهور عند أهل الحجاز خاصة ، خالفهم في ذلك أهل اليمن والعراق حيث أطلقوا اسم السادة على جميع ذريته الحسن والحسين بدون تفريق بينهم .
والأصح في ذلك أن لقب الشريف يطلق على كل من ولي إمارة مكة المكرمة ويتبعه في ذلك ذريته من بعده. أما من لم يباشر حكم أو إمارة مكة فهو سيد سواء كان حسنيا أو حسينيا وذلك مصداق حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن ابني هذين سيدا شباب أهل الجنة ).
من هم الأشراف:
هم ذرية الحسن بن علي بن ابي طالب، من أبناء فاطمة الزهراء بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، الذين حكموا الحجاز مدة تقرب من ألف سنة من 358 هـ وحتى عام 1344 هـ، وامتدت دولتهم في فترات متفاوتة لتصل الى جازان جنوبا وجبلي طئ شمالا، والى الأحساء شرقا. وكان يطلق على الأمير فيها (شريف مكة).