عرفت القبائل العربية ظاهرة الأحلاف أو التحالفات منذ زمن بعيد، وكانت الفكرة التي حملت قبائل العرب على عقد التحالفات فيما بينها هي نفس الفكرة التي تدفع اليوم الدول والأحزاب للتكتل والتحزب، وهي ضرورة الدفاع عن المصالح، كصد غزو محتمل
بالنسبة للقبائل يومذاك، أو لشن هجوم على قبيلة أخرى، أو لأغراض اقتصادية مثل أحلاف قريش مع بعصر القبائل، أو بسبب التجاور واقتسام مناطق السكنى كتحالف بني أسد وطىء في جبال أجا وسلمى حتى عرفوا بالحليفين، أو طلباً للمنعة والقوة خصوصا العشائر محدودة العدد، فتتحالف مع القبائل الكبيرة طلبا للحماية والمنعة.
وعقدت بعض التحالفات لأغراض أخلاقية وإنسانية كحلف الفضول الذي شهده النبي- صلى الله عليه وسلم- بمكه، وكان برنامج هذا الحلف يقوم على إنصاف المظلومين من ظالميهم.
ومثلما في التحالف بين القبائل من فوائد وإيجابيات، كذلك لا تخلو من سلبيات، إذ يلاحظ أن الأحلاف إذا طالت وتماسكت، أحدثت اندماجاً بين قبائل الحلف قد يتحول الى نسب، وبذلك تضيع الأنساب الحقيقية لبعض القبائل، حيث تندمج البطون الصغيرة والضعيفة بالبطون القوية، أو تنتسبت الى الأفراد البارزين من أعضاء الحلف. ويؤدي انحلال الحلف كذلك الى انحلال الأنساب، وظهور أنساب جديدة، وأسماء جديدة للقبائل، وهذا هو السبب في تحير بعض العشائر والجماعات في معرفة قبائلهم الأم.