ذكر الأمير صرخة بن إدريس في كتب التاريخ والأنساب
هو الأمير صرخة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب.
ذكر الشريف جمال الدين أحمد أبن عنبة في كتابه (عمدة الطالب في نسب آل ابي طالب) بتحقيق السيد يوسف جمل الليل في صفحة 251 عندما تكلم عن الأمير قتادة بن إدريس فقال: " ولقتادة أخوة وعمومة لهم أعقاب " ولم يتوسع في ذلك.
كما ذكر العلامة النسابة صفي الدين محمد بن تاج الدين علي، المعروف بابن الطقطقي الحسني في كتابة (الأصيلي في أنساب الطالبيين) بتحقيق السيد مهدي الرجائي في صفحة 105 ما نصه: " وأما إدريس بن مطاعن فله ثلاثة أولاد، شبرقة، والحسين، وقتادة أبي عزيز". وهنا حصل تصحيف في اسم صرخة بن ادريس حيث كتب الناسخ "شبرقة" والصحيح هو "صرخة" كم دونه أهل الأنساب والتاريخ، وكما ذكره بشكل صحيح في الصفحة التالية من الكتاب في صفحة 106 حيث قال ما نصه: " أبو نمي هذا سيد بني حسن وشيخهم وأميرهم بالحجاز، كريم النفس، عالي الهمة، يسكن مكة، قتل ادريس بن قتادة، وأخذ اماراتها منه، وكان شريكه فيها، قد ناهز الثمانين أو كاد يناهزها، أمه سلمه بنت صرخة بن ادريس حسنية بنت عم ابيه" ، وهنا إشارة لأم الشريف محمد أبا نمي الأول سلمه بنت الأمير صرخة بن إدريس بن مطاعن ... الى نهاية النسب كما حررنا سابقاً .
وكما ذكره العاصمي في كتابه (سمط النجوم العوالي) الجزء الرابع صفحة 214، حيث قال: " كان لإدريس بن مطاعن ابنان: قتادة النابغة وصرخة، فأما صرخة فولده بينبع يعرفون بالشكرة “.
وهو ما نقله عن المؤرخ الكبير ابن خلدون في كتابه (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر) الجزء الرابع - الصفحة رقم 104 ، والذي قال فيه : " الخبر عن بنى قتادة أمراء مكة بعد الهواشم ثم عن بنى أبى نمي منهم أمرائها لهذا العهد ، كان من ولد موسى الجون الذى مر ذكره في بنى حسن عبد الله أبى الكرام وكان له على ما نقل نسابتهم ثلاثة من الولد سليمان وزيد وأحمد ومنه تشعبت ولده فأما زيد فولده اليوم بالصحراء بنهر الحسنية وأما أحمد فولده بالدهنا وأما سليمان فكان من ولده مطاعن بن عبد الكريم بن يوسف بن عيسى بن سليمان وكان لمطاعن ادريس وثعلب بالثعالبة بالحجاز فكان لادريس ولدان قتادة النابغة وصرخة فأما صرخة فولده شيع يعرفون بالشكرة " .
وذكر المؤرخ عاتق بن غيث البلادي في كتابة (الإشراف على تاريخ الأشراف) ، صفحة 62 ما نصه : " وقال صاحب عمدة الطالب ، أيضاً : ولقتادة إخوة وعمومة ، وأعقب هو من ( تسعة رجال ) ويقال لعقبة القتادات . ولكن لم يعدد أسماء أبناء قتادة ولم يذكر منهم الا حسناً وراجحاً، أما أخوته، فلم أر من ذكر منهم الا (صرخة بن إدريس) وسيأتي في ترجمة حسن بن قتادة الآتية “.
وذكر المؤرخ التركي الشهير أيوب صبري باشا في كتابه (مرآة جزيرة العرب) ، حيث قال : " ويعتبر أولاد الشريف صرخة أخي أبي عزيز قتادة من سادات أمراء ينبع " .
وذكر النسابة أحمد ضياء بن محمد قللي العنقاوي في كتابه الجميل (معجم أشراف الحجاز في بلاد الحرمين) في صفحة 31 : " صرخة بن إدريس بن مطاعن : وكان يقال لهم بنو صرخة ويعرفون بالأشراف الشكرة وكانوا قديماً قلة في ينبع".
وعلق في الهامش فقال: " وذكر الحضراوي: الشكرة تقترح الشين المعجمة وسكون الكاف بينبع، بنو صرخة بن إدريس بن مطاعن تواريخ البشر – الجزء 2 صفحة 233، ولا يستبعد أن تكون بقايا لهم، والأمر يحتاج الى مزيد من البحث والتوثيق والتحقيق " .
كما ذكره صاحب كتاب نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد القلقشندي ، المتوفى سنة 821 هجرية فقال : "( الشكرة ) : بفتح الشين وسكون الكاف : بطن من بني الحسن السبط بالينبع . قال في العبر ، وهم بنو صرخة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكرم ابن موسى بن عيسى بن سليمان بن عبد الله أبي الكرم بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه . " صفحة 140 -دار الكتاب اللبناني .
كما ذكره صاحب كتاب أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ الشيخ أحمد بن يوسف القرماني - المتوفى 1019هـ ، حيث قال : "ثم غلب على الملك بنو قتادة الذين منهم أمراء مكة والمدينة المنورة وينبع الآن، وهؤلاء غير الثعالبة التي بالينبع ، فإنهم بنو صرخة بن إدريس" ، صفحة 341.
وذكره العلامة الشيخ عبدالله بن محمد الشارف قاضي الجماعة بالجلفة في مؤلفه (سلسة الوصول في شجرة أبناء الرسول) المطبوع بالمطبعة التونسية عام 1347 للهجرة ، حيث قال : " ومن أبناء سليمان بنوا ابي عزيز ملوك مكة المشرفة فهو ابوعزيز قتادة بن إدريس بن مطاعن ابن عبدالكريم بن موسى بن عيسى المذكور ، وبنوا صرخة بن إدريس بن مطاعن " صفحة 120-121 .
كما ذكره صاحب كتاب الأطلس الوافي للأنساب الحسنية والحسينية ، السيد الشريف عبدالباسط بن يحيى بن جحاف الرسي الحسني ، حيث قال : " الشريف صرخة بن إدريس بن مطاعن ...الخ ، ومن عقبه بينبع الأشراف الشكر وهم بني الشريف صرخة المذكور أحد بطون بني الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب " ، صفحة 1582.
كما ذكرهم صاحب كتاب " الدرر السنية في الأنساب الحسنية والحسينية " الشريف أحمد بن محمد صالح البرادعي الحسيني ، حيث قال : "أما الأشراف الحسنيون اللذين بينبع منهم الأشراف الشكرة ويقال له الشوا كرة الآن .. ونسبهم إلى صرخة بن مطاعن بن عبد الكرم وهم قلة " ، صفحة 74 .
مقتل صرخة بن إدريس على يد ابن أخيه حسن بن قتادة :
ذكر ابن الأثير في تاريخه (الكامل) : "وقيل في موت قتادة أن إبنه حسناً خنقه ، وسبب ذلك أن قتادة جمع جموعا كثيرة ، وسار الى المدينة ، فنزع بوادي الفرع وهو مريض ، وسير أخاه على الجيش ومعه ابنه الحسن ، فلما أبعدوا بلغه أن عمه قال لبعض الجند : إن أخي مريض ، وهو ميت لا محالة ، وطلب منهم أن يحلفوا له ليكون هو الأمير بعد أخيه قتادة ، فحضر الحسن عنده ، وأجتمع اليه كثير من الأشراف والمماليك الذين لأبيه ، فقال حسن لعمه : قد فعلت كذا وكذا . قال : لم أفعل . وأمر حسن الحاضرين بقتله، فلم يفعلوا، فأمر غلامين له فجعلا عمامته في حلقه، ثم قتله، فلما سمع قتادة الخبر حلف ليقتلن ابنه، فكتب بعض اصحاب حسن اليه يعرفه الحال بقوله: ابدأ به قبل أن يقتلك، فعاد الحسن الى مكة، فوثب على أبيه فخنقه، وخرج الى الحرم، وأخذ البيعة من الأشراف. ثم أنه أحضر تابوتا ودفنه ليظن الناس أنه مات ، وكان قد دفنه سراً ، فلما استقرت الإمارة له ، أرسل الى أخيه في ينبع يستدعيه ، على لسان أبيه ، وكتم موت أبيه عنه ، فلما حضر أخوه قتله ، واستقر أمره ، فأرتكب أمراً عظيماً ، قتل أباه وعمه وأخاه ، وذلك في أيام يسيره" .
ولكن كما قيل: "لا يحيق المكر السيء الا بأهله"، حيث أستعان راجح بن قتادة على أخيه حسن بالملك المسعود بن الملك الكامل صاحب اليمن، حيث دخل مكة رابع ربيع الأخر فلقيه حسن بالمسعى ببطن مكة، فكانت الغلبة للملك المسعود وأنهزم حسن وهرب الى الشام فلم يلتفت اليه أحد، فتوجه للعراق شريداً، ووصل بغداد فأدركه أجله هناك، وذاق حسن عاقبة قطيعة الرحم وعجل الله له العقوبة، وزال عنه ما قتل أباه وعمه وأخاه من أجله.
كما ذكر قصة مقتل الأمير صرخة بن إدريس من المتأخرين صاحب كتاب "حكام مكة" جيرالد دوغري حيث ذكر في صفحة 90 من الكتاب : " كان قتادة اثناءها طريح الفرش في نزاعه الأخير أقل ميلا ليشرح لعشيرته بأن ابنه حسن سيخلفه في الحكم وقد منعه حسن من ذلك عندما أطاح بعمه عن طريق الإغتيال حيث كان في الموضع الذي يوحي بأنه هو الخليفة بعد قتادة. وهكذا من جديد يسمع عويل النساء ونحيبهن ولكن هذا شيء مخيف على أسماع قتادة الذي سوف يقوم بإلقاء القبض عليه بتهمة القتل. أسرع حسن إلى مكة وبعد مشهد الوفاة الفاجعة والتي خفف من وقعها أن المتوفي كان في ثياب النوم وكان الرجل المتوفي في التسعين من العمر عند وفاته سنة ١٢٢٠. ثم قتل في ينيع اخ آخر لحسن وكان من المرجح أن يعين في الحكم منافسا لحسن. قتله حسن أيضا. وخاف أغلب ذكور العائلة حيث هرب معظمهم من البلاد وهكذا فإن عائلة استمرت في العيش سبعة قرون ونصف الان تعيش في بداية مأساة ".